أعلن أبوجهاد الكندى، بكل ثقة وراحة ضمير وهو يحمل الكلاشينكوف، أن أفراد عائلته يُعتبرون كفاراً، ولهذا فإن دمهم وممتلكاتهم مباحة ويمكن قتلهم. وتابع أنه لن يمانع لو تم سبى أخته كعبدة على أيدى إخوانه المسلمين!! هذا الشاب الذى ما زال فى العشرينات والقادم من أقصى الشمال حيث الرفاهية والحرية والثراء والتقدم يفتح ملف انضمام الأجانب الذين ينضمون كل يوم إلى «داعش» ويدخلون فى تنظيمها أفواجاً لدرجة أن تقريراً صادراً من الأمم المتحدة قدّر عددهم بخمسة عشر ألف جندى أجنبى! وهذا رقم مذهل يحتاج تحليلاً وتفسيراً ودراسة موسعة، ما الذى يجعل مراهقاً كندياً ما زال المستقبل أمامه وبلده تمنحه وتفتح له فرص وأبواب العمل والحياة المحترمة وسبل الترقى والثراء دون أى عوائق أو حواجز، ما الذى يجعله يتحول 180 درجة لكى يذهب إلى سوريا والعراق للقتال فى صفوف أكبر تنظيم همجى وعصابة وحشية متخلفة وهو الذى لم يعتنق الإسلام إلا منذ أربع سنوات فقط؟! المدهش أن بلده كندا لا تعرف أى عداء مع القاعدة أو حوادث نفّذتها تنظيمات تنتمى إلى الإسلام السياسى، يعنى باختصار بلد ليس على خريطة التناحر العقائدى السياسى الدائر فى المنطقة العربية، كيف يتحول وكأن مساً شيطانياً قد أصابه فينادى فى بيانه وعلى صفحته باستهداف المراكز المهمة فى كندا وقتل المسيحيين فيها! كيف نقرأ آخر الاستطلاعات البريطانية التى تقول إن واحداً من كل سبعة هناك يؤيد داعش ولا يستنكر عمليات الذبح الوحشية التى تتم هناك ولا نندهش؟! كيف نرى دلالات هروب الفتاتين النمساويتين إلى معسكرات داعش وهما لم تتجاوزا 16 عاماً، بل وتموت واحدة منهما من أجل نصرة داعش وهى تغرد: الموت هو الهدف؟! لو قرأت رسالتهما للأسرة قبل الهروب إلى داعش سيصيبك الارتباك وتغمرك الدهشة، فقد كتبتا: «نحن على الصراط المستقيم. سافرنا لنقاتل فى سوريا من أجل الإسلام، ولا جدوى من البحث عنا، سنجاهد فى سبيل الله ونموت من أجله.. نراكم فى الجنة»، كأنك تقرأ بياناً للزرقاوى أو الظواهرى! هل هى «دعشنة» مقبلة للغرب وعدوى تطرف ستجتاح تلك المجتمعات؟ هل هذا من باب الملل والتغيير؟ هل سيظل مسلمو هذه الدول الغربية يعيش أغلبهم فى جيتوهات غير قابلة للذوبان فى مجتمعات الهجرة؟ هل سيظل مسلمو أوروبا هم صداعها المزمن؟! لماذا تندمج الجاليات الصينية والهندية واللاتينية فى هذه المجتمعات بهدوء ودون وسواس فرض البوذية أو الهندوسية... إلخ عليها ونشرها هناك بل وفرضها أحياناً بالقوة الجبرية؟ أسئلة تحتاج إلى إجابة شافية بقدر ما فيها من غموض.